۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
حرم امام رضا (ع)

وكالة الحوزة - من لطيف ما نُقل عن أبي نواس أنّه كان ينشد الشعر في كلّ جليل وطفيف ولم يمدح الإمام الرضا، ولما عوتب على ذلك من قبل بعض أصحابه حيث قال له: ما رأيت أوقح منك، ما تركت خمراً ولا طرداً ولا معنى إلاّ قلت فيه شيئاً، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً، فقال أبو نواس: والله ما تركت ذلك إلاّ إعظاماً له، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله، ثمّ أنشد بعد ساعة أبياتا رائعة.

وكالة أنباء الحوزة - حينما عُوتِبَ أبو نواس على الإمساك عن مدح الإمام الرضا (ع) أنشد هذه الأبيات:

قِيلَ لي أنتَ أفصحُ الناس ِ طُرَّا *** في فنون ٍ من الكلام النبيهِ

لكَ من جوهر الكلام بديعٌ *** يُثمِرُ الدرَّ في يَدي مُجْتَبيهِ

فَعَلامَ تَرَكْتَ مَدْحَ ابْنَ موسى *** والخِصالَ التي تَجَمَّعْنَ فيهِ

قُلْتُ لا أستطيعُ مَدْحَ إمامٍ *** كانَ جِبْريلُ خادِمًا لأبيهِ

قَصُرَتْ ألْسُنُ الفصاحةِ عَنْه *** وَلِهذا القريضُ لا يَحْتَويه

ونَقَلَ الشيخُ الصدوق بإسناده المعتبر عن محمد بن يحيى الفارسي أنه قال: نَظَرَ أبو نواس إلى أبي الحسن الرّضا (ع) ذات يومٍ وقد خَرَجَ من عند المأمون على بغلة له، فدنا منه أبو نواس وَسَلَّمَ عليه وقال: يابن رسول الله، قد قلتُ فيكم أبياتًا وأوَدُّ أن تَسْمَعَها. قال:هات، فَأنْشَأَ:

مُطَهَّرونَ نَقِياتٌ جُيُوبُهم *** تَجْري الصَّلاةُ عَليهم أينما ذُكِروا

مَن لم يكن عَلَويّا حين تنسبُه *** فما له في قديم الدهرِ مُفْتَخَرُ

واللهُ لَمّا بَرى خَلْقًا فأتقَنَهُ *** صَفاكم وَبراكم أيّها البشَرُ

فَأَنتُمُ المَلأُ الأعلى وعِنْدَكُمُ *** عِلمُ الكتابِ وَماجاءت به السّوَرُ

فقال الرضا (ع): يا حسن بن هاني! قد جئتنا بأبياتٍ ماسبقك أحدٌ إليها، فأحسنَ الله جزائَك.

ثم قال: يا غلام! هل معكَ من نفقتنا من شيئ؟ فقال: ثلاث مئة دينار. فقال: أعطها إيّاه، ثم قال: لعله استقلها، ياغلام! سُق إليه البغلةَ.

المصدر: بحار الأنوار، ج٤٩، ص ٢٣٦

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha